مراجعة كتاب الهشاشة النفسية

4 أبريل 2023
Admin
مراجعة كتاب الهشاشة النفسية

الهشاشة النفسية، انظر لهذا التعبير عن الحالة التي تعتري هذا الجيل ( هش ..سهل الكسر)

إن الموضوع لا يستدعي سوى نظرة سريعة على واقع هذه السنوات الأخيرة لترى صدق هذا التعبير على فئة كبيرة من هذا الجيل .

هذا النشئ في خطر، ولا مبالغة ! إنه يأكل ويشرب ويتدلل لكنه مشوه النفسية مراهق حتى في عمر متأخر!

ما الذي أجبر هذا الجيل على هاته الهشاشة السلبية..لا رقة ولا شفافية!

وأقول أُجبر لأن الناشئ لا يختار طريقة معيشته وتربيته والمجريات التي تحدث حوله ابتدائًا.. بل قياسًا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم(مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)


الكاتب يقصد بحديثه قبل أي أحد جيل رقاقات الثلج.. الشاب والناشئ.

الذين أثرت فيهم حداثة العالم بل وأصبحت جزءًا منهم.. من شخصيتهم.

أقول هذا لأن غالب الانتقادات التي وجهت للكتاب كانت تعتبر الكلام معممًا، وهو ليس كذلك، بل هوموجهُ الحديث عن الفئة التي تضخم الصغائر وتستعظمها ،وتهون المهم في هذه الحياة بالمقابل..


قسم الكاتب حديثه إلى ثمانية فصول، كل فصل موضوعه مستقل نوعًا ما إلا أنها تتحد جميعها في تبيين أنها تُغذي ظاهرة الهشاشة النفسية، فيبدأ كل فصل بعرض المشكلة وكيفية اتصالها بالظاهرة الرئيسية، بلا إغراق في التفاصيل وإنما هو مجرد استعراض موجز للقضايا للتعرف عليها واستدراك مخاطرها.

وإذا ما أردنا أن نجمل أهم أسباب الهشاشة النفسية فهي:

-رفاهية ودلال مفرط

-الانتشار الهائل والمرعب لوسائل التواصل الاجتماعي. (هذه الوسائل التي أفسدت جزءًا مهمًا من التربية المنزلية)

- تغير في المفاهيم وقولبتها في معاني أخرى غير دلالتها، وزد عليها غياب القضايا الكبرى عن الساحة وانفراد كل شخص بحياته الخاصة والتركيز المفرط على تنمية شخصيته.. وأرى أن هذا السبب سبب مهم في تغير المفاهيم، الذي يؤدي بدوره إلى تغير شخصيات هذا الجيل، وتشويهها إذا ما صح القول!


إن الهشاشة النفسية والضعف الداخلي لا تُكتشف إلا باستقراء مجموعة من الظواهر والحالات والمشاهدات، وهذا واضح مثلًا من حالات الانتحار المتزايدة على أبسط المشاكل التي يستطيع المؤمن القوي تجاوزها، وإلصاق كل موضوع وحزن عابر بالحالات النفسية المرضية! والهرع إلى الأطباء النفسيين (وقد نبه الكاتب على عدم التهاون بالأمراض الحقيقية إلا أن المعنيين بالكلام هنا هم المفرط ونفي الانكسار)


يجب أن نعي جيدًا أن الهشاشة تربية وليست طبيعة! - وإذا قيل: فأين تأثير المجتمع الخارجي وأين تأثير العالم الحديث المتسارع؟ ..فنقول: إن الإفراط في جعل المجتمع الخارجي عاملًا أوليًا في مسخ شخص الطفل والناشئ هو شيءٌ من الهروب من مسؤولية المجاهدة والمقاومة اللتان تعتبران جزءًا أساسيًا في التربية داخل المنزل.. صحيح! الحداثة الخارجية والمجتمع سريع الانحدار له تأثير، لكن البذرة الأولى والحمل الأكبر على المنزل.. على الأهل في التطبيق الصحيح للشريعة والتمسك بالفطرة السليمة القوية- إن الإنسان منذ صغره لديه مرونة نفسية للتكيف مع المؤثرات الخارجية.. وعلى هذا يُقسم الناس إلى: ضعيف وقوي ومتين غير قابل للكسر. ( وإن كانت القوة هي الأصل في السابق، فالانكسارذو مرتبة أعلى في أيامنا هذه، والله المستعان!) حتى لو تذمر المرء من الحمل الذي يعتبره فوق طاقته! لا توجد أحمال فوق طاقة المرء.. بل كل ابتلاء يصيب الإنسان هو في دائرة وسعه..المشكلة في التعامل مع الابتلاء وفي كيفية استقباله وتحمله.


أتفهم اختلاف الأجيال عن بعضها والفرق بين جيل الأباء و جيل الأبناء وهذا لا استشكال فيه، بل هو مؤشر حضاري جيد (إذا ما كانت الخطوات للأمام لا الخلف!)

إلا أن الاختلافات لا تكون بهذا التغير المخيف في المجتمعات بأكملها وفي نفوس وفطرة أفرادها..


الكتاب لا يعرض علاجًا مباشرًا وصريحًا لهذه المشكلة، إنما هو شرارة جدل حول هذه الظاهرة من أجل الاهتمام بها بشكل أكثف وأعمق.

لكن.. أول خطوة لتركيب العلاج هي معرفة المشكلة وفهم طبيعة الداء.

وكما أننا نستنكر المبالغة والتضخيم فيجب علينا أيضًا عدم التهاون في أسباب وطبيعة العادات التي تولد هشاشة في نفس الناشئ..

إن الانكسار يصعب شعبه، فالأولى المداراة والتقوية بادئ ذي بدء.


انقر هنا للوصول للكتاب


- ليلى هاشم

حساب التويتر: e7sas8l

حساب الانستجرام: laylooooosh