يرى بعض المؤرخين أن جذور الحضارة الغربية مدينة فقط للإغريق والرومان وعصر النهضة، متجاهلين بذلك أي إسهامات للحضارة العربية الإسلامية في تشكيل مسار التقدم البشري !
ولكن، هل يمكن تجاوز وعدم الاعتراف بإنجازات شخصيات بارزة مثل ابن خلدون، الذي يُعتبر رائد علم الاجتماع، وابن سينا، الذي قدم إسهامات عظيمة في مجال الطب والخوارزمي، الذي أسس علم الجبر واللوغاريتمات؟ وماذا عن ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وعلى الموصلي، الذي طور تقنيات جراحية لإزالة المياه البيضاء، والإدريسي، الذي رسم خرائط دقيقة للعالم، والبيروني، العالم في الفلك والرياضيات؟ إضافة إلى ابن رشد، والفارابي، وعمر الخيام، وغيرهم ممن تركوا بصمات لا تُمحى في مسيرة العلم والفكر وتركوا إرثا لا يزال أثره ممتدا؟
ورغم وجود قراءات مغلوطة وتحيزات خاطئة في بعض الأوساط الأكاديمية تصف التراث العربي الإسلامي إما بالابتعاد عن العقلانية أو بارتباطه بتوجهات متشددة، فإن الحقائق التاريخية تثبت بوضوح أن الحضارة العربية الإسلامية عاشت عصرًا ذهبيا ، كان منارة للمعرفة والإبداع، وأسهمت بعمق في إثراء الفكر الإنساني وتشكيل مسيرة الحضارة العالمية. وهذا الكتاب يسعى إلى استعراض تلك الإسهامات واستكشاف أثرها العميق على مسارات العلم والمعرفة.